المزيد من الأخبار






نداء أشركي.. سائقة مهنية لحافلات فيكتاليا تكسر طابو المهن الذكورية


ناظورسيتي : روبورطاج عبد الرحمان أشفيعا - جواد بقار

لطالما كانت حافلات فيكتاليا الزرقاء، التي تجوب شوارع المدينة، لوحةً يوميةً تزينها وجوه سائقاتها المبتسمات، اللواتي يقُدن بكل ثقة وإتقان، حاملاتٍ معهنَّ روح العطاء والتفاني في خدمة الركاب. بين هؤلاء السائقات، تبرز نداء أشركي، شابة في ريعان العشرينات، تجمع بين شغفها بقيادة الحافلات وطموحها الأكاديمي الذي توجته بحصولها على درجة الماستر في الاستشارات القانونية ذات الصبغة المالية للإدارات والمقاولات بجامعة محمد الأول بوجدة.

نداء، التي تحمل في قلبها حلم الطفولة، تحكي عن شغفها المبكر بقيادة الحافلات، حيث كانت تراقبها بفضول وهي صغيرة، وتتخيل نفسها يوماً ما خلف عجلة القيادة، تقود الركاب بأمان وسرور. هذا الحلم تحقق عندما فتحت شركة فيكتاليا أبوابها لها بعد أن اجتازت امتحان القيادة بنجاح، لتصبح واحدة من السائقات المهنيات اللواتي يُشكلن وجهاً مشرقاً للشركة.


رغم أن مسارها المهني لم يخلُ من بعض الانتقادات والتحديات، إلا أن نداء تمسكت بحلمها بصلابة، مدعومةً بتشجيع عائلتها التي وقفت إلى جانبها كسندٍ قوي. تقول نداء بثقة: "العائلة هي مصدر قوتي، ودعمهم جعلني أتحدى كل الصعوبات وأثبت نفسي في مجال كان يُعتبر حكراً على الرجال."

وفي شركة فيكتاليا، وجدت نداء عائلة ثانية، حيث يسود جو من التعاون والأخوة بين الموظفين، رغم اختلاف الأدوار والتراتبية الوظيفية. زملاؤها يشهدون لها بالكفاءة والتفاني، ويعتبرونها نموذجاً يُحتذى به للسائقات في الشركة.

ولا تقتصر علاقة نداء الطيبة على زملائها فحسب، بل تمتد إلى الركاب الذين يشهدون لها بحسن المعاملة والاحترافية في العمل. "نداء سائقة مميزة، تعاملها اللطيف وابتسامتها الدائمة تجعل الرحلة أكثر متعة"، تقول أحد الراكبات اللواتي اعتدن على ركوب خطها.

بين عجلة القيادة وكتب القانون، تسير نداء أشركي بخطى ثابتة، حاملةً معها طموحاً لا يعرف الحدود، لتثبت أن الشغف والإصرار هما مفتاحا النجاح في أي مجال، مهما كانت التحديات. نداء ليست مجرد سائقة، بل هي رمزٌ للإرادة النسائية القوية التي تكسر القوالب النمطية وتصنع مستقبلاً مشرقاً بيدها.



تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح